قصة أمـان
جلسنا على مائدة الإفطار نتبادل أطراف الحديث، أخبرتني أن هذا المكان راق لها كثيراً ، وأن ذوقي في اختيار تصنيف الأكلات كان رائعاً ..! انتابني شعورٌ بالسعادة ، فسعادتها تشعرني بالتفاؤل .
جلسنا مطولاً نحدق في تلك الأمواج الهادئه والأبراج المشيدة حولنا ، تأملنا كثيرا تلك الأشجار الساكنه والنخل الشامخ الذي لا يأبى الانحناء ،.!
شعرت بتنهيدات متكررة ، وأنين أكاد اسمع صريره .. وألم كاد يعصرني حزناً .. التفت إليها واذا بخدها المورق احمراراً قد انهمر به نهراً من الدموع ،يااااه .... لا أعرف كيف أتصرف ..!
أأحضنها ؟
أم ماذا ؟
سألتها ما بال دموعك تلك التي انهمرت فجأه؟
قالت : تذكرت قبل 10 سنوات ، عندما كنا في ضواحي نابلس ، نقطن في شقة صغيرة مع جدي وجدتي ، كنا سعداء رغم الاحتلال و القهر والذل.
كنت أرى كل شيء جميل بصحبة أحبائي .
في يوم من الأيام ، انطلقت صافرات الانذار من الجيش الإسرائيلي معلنةً حظر التجول ، كان الجيش الاسرائلي يفجر اي بيت قد يلمح به ضوءا خافتا ولو كان ضوء هاتف ، كنا نطفيء جميع الاضواء حتى ضوء الحمام ، كنا نعيش في الظلام لأيام ، كنا نجتمع في غرفة واحدة بحيث لو وصلت القنابل الى بيتنا فإما ننجو سوياً أو نموت سوياً ..!
في تلك الليله، قررت جدتي ، أن تنام في شرفة الشقه ، فقد خنقها الظلام وخنقتها تلك الحياة ، ألحينا عليها مراراً وتكراراً .. جدتي انضمي الينا ، فقالت : انا ما بخاف هالصعاليك بدي نام هون واللي يصير يصير ..!
انطلقت صافرات الانذار مرة أخرى ، واندلعت تلك القنابل من كل جهة .. ونامت جدتي على شرفة المنزل إلى الأبد { رحمها الله }
تعلثمت كلماتي .. سكووووت .... وانفجرت بعدها بكاءاً .. حضنتني بشدة وقالت الحمدلله نحن في أمان ،.!