الثلاثاء، 11 يوليو 2017

~{ هو وهي والمقصورة ..!

~ [ البداية ...، 




ركبت القطار .. ووجدته ينتظرها 
نظرت اليه ، وابتسمت 
تذكرت انهما جاءا معاً 
بدأ يروي لها تاريخه وقصصه التي تعرفها وتحفظها جيدا
كانت تتامله وتحدق النظر فيه بعشقٍ لا ينتهي فهو حبيبها وكل شيء جميل يجعلها تتنفس بسعادة .. 
 
هما الان وحدهما في القطار كما تمنت دائماً 

هو وهي والمقصورة تسير ...! 

فتح دفتره الذي يرافقه في كل مكان ، و رسم خطاً طويلا وكتب في اطرافه اعوامه التي قضياها معاً 

ما زالت تحفظ كل شيء بالتفصيل 

ومازال هو يرسم خطوطه المتدحرجة 


قالت له : حبيبي .. لا تقلق ستصل اؤمن بذلك  .. 
ولكن لا تنسى نفسك و لا تلهيك هذه الخطوط عني بهذه الرحلة الطويلة 

امسك بيدها بشدة قائلا : لا تقلقي ..! 

الأربعاء، 24 أغسطس 2016

~{ اتيكيت العَزاء ..


بقلم: المهندسة حسنه سيف السالمي

مساااكين .لن تسمعوا ندائه بعد اليوم في أرجاء البيت، مسااكين ... ستفتقدون اتصالاته الهاتفية عندما تتأخرون خارج المنزل ..!

هكذا استقبلتُ إحدى قريباتي “المقربات “في أولى ساعات أيام عزاء والدي رحمه الله.

أما أخرى قريباتي وهي من دولة مجاورة، تهمس في أذن إحدى أخواتي قائلة.“أريد أن أذهب إلى المركز التجاري لأشتري بعض الهدايا، هل لكِ أن توصليني؟ “ 

وأخراهن، تودع أمي قائله: سأذهب الآن “فزوجي “ينتظرني، أما انتِفزوجك مات “مسكيييينه” الله يرحمه!

وأخرى تأتي مولولة باكية صارخة، حتى تفقد قواها فتسقط على الأرض معبرةً عن حزنها الشديد على الفقيد! 

أما أخرى تهمس في أذن أختي سائلة، كم رصيد أباكِ البنكي؟

وأخرى تحدث أمي قائلة “ مسيييييكنة “ ستمكثين في المنزل أربعة شهور وعشرة أيام ..! 

وتستمر المواقف والمشاهد لتكشف معادن الناس ودناءة مستوىثقافتهم الفكرية.

أما بعد انتهاء أيام العزاء بدأت استوعب تلك المواقف التي مررت بها،وسألت نفسي هل أنا أبالغ في تضخيمي لما حدث من مواقف أم أن شعور الفقد جعلني أصاب بالحساسية المفرطة تجاه الآخرين؟ أم الناس بالفعل يفتقدون الأساليب الحضارية لتقديم واجب العزاء ومواساة أهل الفقيد؟

لا أريد أن أقف هنا وقفة محاضرٍ أو خطيب، ولكنني الآن بحاجة ماسة أن أكتب لهذه الفئة من الناس مع يقيني التام بعدم وصول هذه الكلمات لهم .

هل علينا أن نفقد روحاً غالية كي نستشعر مدى الألم الذي يصاب به من فقدوه ؟ ، أم أننا أصحبنا في زمن  لا تُراعى فيها المشاعر إلا في أفلام التراجيديا و خلف شاشات الهواتف بشخصياتنا المنمقة ؟

لا أعتقد أن التصرف بلباقة وبقليل من الوعي في هذه الحالات بالشيء الصعب أو المستحيل، لقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق والتأدب.. فلا قيمة لتلك الشهادات العلمية العليا التي بات الجميع يلهث وراءها متناسين أن قيمة الانسان بخلقه وتعامله الحسن، فأين نحن من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم مثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد، إِذا اشتكىمنه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى.

 

الموت من أعظم المصائب التي قد تصيب الانسان في حياته وفقدالأب كفقد عمود منزلٍ شامخ، فتخيروا كلماتكم وانتقوا العبارات كما تنتقون أشيائكم الفاخرة. فكلمة واحدة قد تؤذي متلقيها مدى الحياة.


الأربعاء، 20 مايو 2015

أنا في مكانٍ آخر ..!






في خضم هذه الحياة 
وزحمة البشر ، هنا وهناك 

وفي معمعة تلك الطرقات الوعرة ..!
وأخرى ممهدة لنهايةٍ مسدودة


و مع  تصادم الأكتاف نحو النور 
وسقوط الآخرون في وحل الظلام 

وبين اولئك الذين وصلوا 
و ثرثرة آخرون لن يصلوا !

ومع اولئك الذين عانقونا
وفي منتصف الطريق خذلونا 

وبين اولئك الذين اتقنوا الود
وعندما انهكهم التمثيل ، اعتزلونا 

وفي غيبوبة  تلك النبضات
واقتراب حتف تلك الخفقات  

أجدني هناك  في مكانٍ آخر
 كرعشةٍ أصابت ذلك القلب المنهك


فأعادته للحياة ، كأنا في مكانٍ آخر 
كأنا مرتين في زمنٍ واحد 

فأدركت حينها ....
أن لتلك الطرق الوعرة
والنهايات المسدودة 
وازدحام الطرقات بثرثرة العابرين 
و تناوب تلك النهارات مع الليالي المظلمة

ليست إلا .. طريقاً واحداً لمحطة التقاء جميلة
و لإدراك أن أجمل ما قد يحصل في عبور تلك القطارات
ارواحاً متشابهة ، تخفف من وطأة السفر الطويل 
فنمضي مستشعرين نعمة  تلاقي المحطات 
ونعمة تلك الطرق الوعرة التي قد تقودنا لتلك المحطة 

.......


،،،،،،،، رسالة ،،،،،،،،


الى تلك التي التقيت بها في المحطات الأخيرة 
شكراً لوجودك بجانب نافذتي المغلقة
وشكرا ً لتلك الأقدار وذلك القطار 
 وشكراً لأنكِ فتحتِ تلك النافذة التي أُغلقتها منذ أن ركبت القطار







بقلمي 
حسنه السالمي 
٢٠-٠٥-٢٠١٥ 
الاربعاء